Publisher : دار ضياء الشام - دمشق و دار جليس الزمان - دمشق
SKU:13549
كتاب يبحث في التراجم وقصص الاعتبار والمواعظ التي حصلت مع الأتقياء والأصفياء من الصحابة ومن بعدهم فقد ابتدأ المصنف بذكر مجمل عن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وصفاته الكريمة وشمائله الحميدة ثم ذكر بعضا من كبار الصحابة كالعشرة المبشرين بالجنة وغيرهم ثم العباد والأتقياء والصالحين يذكر أسماءهم وشيئا من مآثرهم وأخلاقهم التي يقتدي بها ويهتدي بنورها من الاعتبار والإتعاظ والسير على نهجهم . وقد زاد من ذكرهم المصنف في كتابه هذا على 1030 علما وهذه نسخة مضبوطة وعليها هوامش مفيدة
قد كان الإمامُ أبو الفرج عبدالرحمن ابن الجوزي البغدادي أشهرَ واعظٍ في تاريخ الإسلام، وقد بُهِرَ به مَنْ حضرَهُ ورآهُ وسمعَهُ مِنَ السَّامعين والرَّحالة والمُؤرِّخين، مِنْ أهـلِ عصره ومَنْ بَعْدَهم، وكان له صولاتٌ وجولاتٌ في بغداد على مدى سبعين عاماً. وقد ألّف في فنِّ الوعظ مؤلفاتٍ كثيرةً، وعدَّ له سبطُهُ في ذلك (٦٣) مُؤلَّفاً، وهناك غيرُها. وممّا ألَّفه في ذلك كتابٌ سمّاهُ: “المقاطع” انتقى فيه أشعاراً لطيفةً، تصلحُ لختام مجالس الوعظ، ثم رأى أنه يَصْلحُ أنْ يتقدَّمها ما يُلائمها من الكلام، لئلا تأتي مفردةً فلا يتبيَّن لها معنى، فألَّفَ هذا الكتاب الذي أُقدِّمُ له، وسمّاهُ: “الخواتيم” أي خواتيم مجالس الوعظ. وهذا الكتاب انتقاهُ مِنْ مؤلفاتهِ السابقةِ، وآثرَ أنْ يكون المُنتقى مِنْ أقوى كلامه حرارةً، وضمَّ كلَّ شيءٍ إلى ما يَليق به، وهدفُهُ كما قال في مقدمته أنْ يكثرَ “عددُ الكؤوس المُسْكرة، فيُخلَّف سكرانُ الوجد طريحاً في الدار بعد رحيل السَّفْر”. وهذا يعني أنَّ كتاب “الخواتيمَ” يشتمل على كتاب “المقاطع”، فهما كتابانِ في كتاب، وهذا مكسبٌ كبيرٌ؛ لأنَّ “المقاطع” لم يصلْ إلينا. قد جعلَهُ أربعين فصلاً. تناولَ في الفصولِ الخمسةِ الأولى شيئاً مِنْ قصص آدم، ويوسف، وأيوب، وموسى، وداود. ثم أوردَ خمسة وثلاثين فصلاً، يدورُ معظمُها حول معالجةِ أمراض النفس، والتوبةِ الصادقةِ، والاستقامةِ، والإقبالِ على اللهِ، ومحبتهِ، وأداءِ الشعائر أداءً حقاً